يونس و أخواتها فلنتكلم على ﴿الم﴾ [الفاتحة:2] البقرة التي هي أول سورة مبهمة في القرآن كلاما مختصرا من طريق الأسرار و ربما الحق بذلك الآيات التي تليها و إن كان ذلك ليس من الباب و لكن فعلته عن أمر ربي الذي عهدته فلا أتكلم إلا على طريق الأذن كما أني سأقف عند ما يحد لي فإن تأليفنا هذا و غيره لا يجري مجرى التواليف و لا نجري نحن فيه مجرى المؤلفين فإن كل مؤلف إنما هو تحت اختياره و إن كان مجبورا في اختياره أو تحت العلم الذي يبثه خاصة فيلقي ما يشاء و يمسك ما يشاء أو يلقي ما يعطيه العلم و تحكم عليه المسألة التي هو بصددها حتى تبرز حقيقتها و نحن في تواليفنا لسنا كذلك إنما هي قلوب عاكفة على باب الحضرة الإلهية مراقبة لما ينفتح له الباب فقيرة خالية من كل علم لو سألت في ذلك المقام عن شيء ما سمعت لفقدها إحساسها فمهما برز لها من وراء ذلك الستر أمر ما بادرت لامتثاله و ألفته على حسب ما يحد لها في الأمر فقد يلقي الشيء إلى ما ليس من جنسه في العادة و النظر الفكري و ما يعطيه العلم الظاهر و المناسبة الظاهرة للعلماء لمناسبة خفية لا يشعر بها إلا أهل الكشف بل ثم ما هو أغرب عندنا إنه يلقي إلى هذا القلب أشياء يؤمر بإيصالها و هو لا يعلمها في ذلك الوقت لحكمة إلهية غابت عن الخلق فلهذا لا يتقيد كل شخص يؤلف عن الإلقاء بعلم ذلك الباب الذي يتكلم عليه و لكن يدرج فيه غيره في علم السامع العادي على حسب ما يلقى إليه و لكنه عندنا قطعا من نفس ذلك الباب بعينه لكن بوجه لا يعرفه غيرنا مثل الحمامة و الغراب اللذين اجتمعا لعرج قام بأرجلهما و قد أذن لي في تقييد ما ألقيه بعد هذا فلا بد منه
«وصل» [في الكلام على ألم البقرة من طريق الاسرار]
الكلام على هذه الحروف المجهولة المختصة على عدد حروفها بالتكرار و على عدد حروفها بغير تكرار و على جملتها في السور و على أفرادها في ﴿ص﴾ [الفاتحة:6] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية