و هذه مسألة دقيقة عظيمة في طرق أهل اللّٰه ما تحصل إلا لأفراد يعز وجودهم و هم الذين هم على بينة من ربهم و البينة تجليه تعالى و يتلو تلك البينة شاهد من العبد معدل و هو سجود القلب فإذا اجتمعت البينة الربانية و الشاهد التالي عصم القلب و حفظ و دعا صاحبه الخلق ﴿إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف:108] و على هذا المقام من طرق القوم أسباب حار فيها القوم مثل قول أبي يزيد دعوت الخلق إلى اللّٰه كذا و كذا سنة ثم رجعت إليه فوجدتهم قد سبقوني و قيل له في هذا المقام أ يعصي العارف فقال ﴿وَ كٰانَ أَمْرُ اللّٰهِ قَدَراً مَقْدُوراً﴾ [الأحزاب:38] و هذا غاية في الأدب حيث لم يقل نعم و لا لا و هذا من كمال حاله و عمله و أدبه رضي اللّٰه عنه و عن أمثاله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية