و هي سجدة النبيين المنعم عليهم فهذا بكاء فرح و سرور و آيات قبول و رضي فإن اللّٰه قرن هذا السجود بآيات الرحمن و الرحمة لا تقتضي القهر و العظمة و إنما تقتضي اللطف و العطف الإلهي فدمعت عيونهم فرحا بما بشرهم اللّٰه من هذه الآيات فالصورة صورة بكاء لجريان الدموع و الدموع دموع فرح لا دموع ترح و كمد و حزن لأن مقام الاسم الرحمن لا يقتضيه
[فرح أبى يزيد و طيران الدم من عينه]
و في هذه السورة في قوله ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ﴾ [مريم:85] فرح أبو يزيد و طار الدم من عينيه حتى ضرب المنبر و قال يا عجبا كيف يحشر إليه من هو جليسه «فإن اللّٰه يقول أنا جليس من ذكرني» و المتقي ذاكر لله ذكر حذر فلما حشر إلى الرحمن و هو مقام الأمان مما كان فيه من الحذر فرح بذلك و استبشر و كان دمع أبي يزيد دمع فرح كيف حشر منه إليه حين حشر غيره إلى الحجاب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية