﴿وَ لَهُ يَسْجُدُونَ﴾ [الأعراف:206] وصفهم بالسجود له عزَّ وجلَّ مع هذه الأحوال المذكورة و قال اللّٰه تعالى لما ذكر النبيين عليهم السلام لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم و ذكر أنه تعالى أتاهم ﴿اَلْكِتٰابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ﴾ [آل عمران:79] قال له ﴿أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّٰهُ فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام:90] و هم بشر مثله فما ظنك بالملائكة الذين ﴿لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم:6] و أي هدى أعظم مما هدى اللّٰه تعالى به الملائكة فسجد هذا التالي في هذه السجدة اقتداء بسجود الملإ الأعلى و بهديهم فمن سجد فيها و أ يحصل له نفحة مما حصل للملائكة في سجودها من حيث ملكيته الخاصة به فما سجدها و هكذا في كل سجدة ترد
[سجود أصحاب الأعراف]
و رأى أصحاب الأعراف أن موطن القيامة قد سجد فيه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عند ما طلب من ربه فتح باب الشفاعة تعظيما لله و هيبة و إجلالا و سمع اللّٰه يقول ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سٰاقٍ﴾ [ القلم:42] بأمر الآخرة تقول العرب كشفت الحرب عن ساقها و هو إذا حمي الوطيس و اشتد الحرب و عظم الخطب فعلموا أنه موطن سجود فلما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية