﴿وَ السَّلاٰمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم:33] أو لا يقول شيئا من ذلك و يكتفي بقولنا السلام علينا و على عباد اللّٰه الصالحين فإن كان قال مثل ما علمنا أن نقول من ذلك فله وجهان أحدهما أن يكون المسلم عليه هو الحق و هو نائب مترجم عنه تعالى في ذلك كما جاء في سمع اللّٰه لمن حمده و الوجه الآخر أن يقوم في دعائه في تلك الحالة في مقام غير مقام النبوة ثم يخاطب نفسه من حيث المقام الذي أقيم فيه نفسه أيضا من كونه صلى اللّٰه عليه و سلم نبيا و يحضره من أجل كاف الخطاب فيقول صلى اللّٰه عليه و سلم بلسانه للمقام الذي أحضره فيه أي أحضر نفسه فيه السلام عليك أيها النبي فعل الأجنبي ثم يقول أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أشهد أن محمدا عبد اللّٰه و رسوله فأما معنى الشهادة فقد تقدم في أول التشهد و هذا التوحيد هنا إنما هو توحيد ما يقتضيه عمل الصلاة عموما و ما يقتضيه حال كل مصل في صلاته خصوصا فإن أحوال المصلين تختلف في الصلاة بلا شك من كل وجه من وجوه الأحكام و من وجوه المقامات و من وجوه الأذواق فمن وجوه الأحكام فإن صلاة الحنفي تخالف صلاة المالكي و الشافعي في بعض الأحكام و من وجوه المقامات فإن صلاة المتوكل تخالف صلاة الزاهد و من وجوه الأذواق فإن صلاة الراضي تخالف صلاة الشكور و صلاة الصاحي تخالف صلاة السكران في الطريق الذوقي فإن الصحو و السكر هو من علوم الأذواق ثم عطف الشهادة بالعبودية لله و الرسالة على شهادة التوحيد ليعلم أنه من أطاع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية