[حظ العارف أن يسبح ربه بلسان كل مسبح]
و حظ العارف أن يسبحه بلسان كل مسبح و ينظر في عظمة اللّٰه و تنزيهها عن قيام الخضوع بها و علوه عن السجود فإن العبد في سجوده يطلب أصل نشأة هيكله و هو الماء و التراب و يطلب بقيامه أصل روحه فإن اللّٰه يقول فيهم ﴿وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ [آل عمران:139] و صارت حالة الركوع برزخا متوسطا بين القيام و السجود بمنزلة الوجود المستفاد للممكن برزخا بين الواجب الوجود لنفسه و بين الممكن لنفسه فالممكن عدم لنفسه فإن العدم لا يستفاد فإنه ما ثم من يفيده و الواجب الوجود وجوده لنفسه و ظهرت حالة برزخية و هي وجود العبد بمنزلة الركوع فلا يقال في هذا الوجود المستفاد هو عين الممكن و لا هو غير الممكن و لا يقال فيه هو عين الحق و لا هو غير الحق فله نسبتان يعرفهما العارف فيخطر للعارف في حال الركوع الحال البرزخى الفاصل بين الأمرين و هو المعنى المعقول الذي به يتميز الرب من العبد و هو أيضا المعنى المعقول الذي به يتصف العبد بأوصاف الرب و يتصف الرب بأوصاف المربوب لا بالصفات فإنه وصف لا صفة و إنما قلنا وصف لا صفة فإن الصفة يعقل منها أمر زائد و عين زائدة على عين الموصوف و الوصف قد يكون عين الموصوف بنسبة خاصة ما لها عين موجودة فافهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية