﴿(مٰالِكِ)يَوْمِ الدِّينِ﴾  فإنه صفة لهما فيكون الجزاء دنيا و آخرة و كذلك ظهر بما شرع من إقامة الحدود و ظهور الفساد  ﴿فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِي النّٰاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾  [الروم:41] و هذا هو عين الجزاء فيوم الدنيا أيضا يوم الجزاء و اللّٰه ملك يوم الدين فيرى العارف أن الكفارات سارية في الدنيا و أن الإنسان في الدار الدنيا لا يسلم من أمر يضيق به صدره و يؤلمه حسا و عقلا حتى قرصة البرغوث و العثرة فالآلام محدودة موقتة و رحمة اللّٰه تعالى غير موقتة فإنها  ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾  [الأعراف:156] فمنها ما تنال و تحكم من طريق الامتنان و هو أصل الأخذ لها الامتنان و منها ما يؤخذ من طريق الوجوب الإلهي في قوله  ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾  [الأنعام:54] و قوله 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية