قال تعالى ﴿فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل:98] فالعارف إذا تعوذ ينظر في الحال الذي أوجب له التعوذ و ينظر في حقيقة ما يتعوذ به و ينظر في ما ينبغي أن يعاذ به فيتعوذ بحسب ذلك فمن غلب عليه في حاله إن كل شيء يستعاذ منه بيد سيده و أن كل ما يستعاذ به بيد سيده و أنه في نفسه عبد محل التصريف و التقليب فعاذ من سيده بسيده و هو «قوله صلى اللّٰه عليه و سلم و أعوذ بك منك» و هذه استعاذة التوحيد فيستعيذ به من الاتحاد قال تعالى ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان:49] و قال ﴿كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ﴾ [غافر:35]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية