يراه عزيزا إن تجلى بذاته *** فليس لمخلوق على حمله وسع
فكنت أبا حفص و كنت علينا *** فمني العطاء الجزل و القبض و المنع
(وصل) [منزلة الفتى الفائت المتكلم الصامت]
ثم إنه أطلعني على منزلة ذلك الفتى و نزاهته عن أين و متى فلما عرفت منزلته و إنزاله و عانيت مكانته من الوجود و أحواله قبلت يمينه و مسحت من عرق الوحي جبينه و قلت له انظر من طالب مجالستك و راغب في مؤانستك فأشار إلى إيماء و لغزا إنه فطر على أن لا يكلم أحدا إلا رمزا و إن رمزى إذا علمته و تحققته و فهمته علمت أنه لا تدركه فصاحة الفصحاء و نطقه لا تبلغه بلاغة البلغاء فقلت له يا أيها البشير و هذا خير كثير فعرفني باصطلاحك و أوقفني على كيفية حركات مفتاحك فإني أريد مسامرتك و أحب مصاهرتك فإن عندك الكفؤ و النظير و هو النازل بذاتك و الأمير و لو لا ما كانت لك حقيقة ظاهرة ما تطلعت إليه وجوه ناضرة ناظرة : فأشار فعلمت و جلى لي حقيقة جماله فهيمت فسقط في يدي و غلبني في الحين علي فعند ما أفقت من الغشية و أرعدت فرائصى من الخشية علم أن العلم به قد حصل و ألقى عصا سيره و نزل فتلا حاله على ما جاءت به الأنباء و تنزلت به الملائكة الأمناء ﴿إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ﴾ [فاطر:28]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية