فإذا عرض لأهل هذه الطريقة عارض يقدح في الأصل كفعل السبب للمتجرد عن الأسباب أو التبختر و الرئاسة في الحرب فإن كلامنا في مسح الرأس و له التواضع و التكبر ضرب المثل به أولى ليصل فهم السامع إلى المقصود مما يريده في هذه العبادة فإن أثر ذلك الزهو إظهار الكبر في عبودية الإنسان فنسيان كبرياء ربه عليه و عزته سبحانه و حجبه عن ذلك فلا يفعل و يطرح الكبرياء عن نفسه و لا بد و لا يجوز له التكبر في ذلك الموطن لقدحه في الأصل و إن لم يؤثر في نفسه بل ذلك أمر ظاهر في عين العدو و هو في نفسه في ذلته و افتقاره جاز له صورة التكبر في الظاهر لقرينة الحال بحكم الموطن فإنه لم يؤثر في الأصل هكذا حكم المسح على العمامة عندنا فاعلم ذلك
[طرح السبب من اليد هو بعض أفعال اليد]
فقد علمت حكم المسح على العمامة في الباطن ما هو و كذلك المسح ببعض اليد على العمامة و هو إن قدح أخذك للسبب في اعتمادك على اللّٰه بقلبك فلا تأخذه و لا تستعمله ما لم يؤد إلى ما هو أعظم منه في البعد عن اللّٰه و إن لم يؤثر في الاعتماد عليه فامسح ببعض يدك و لا حرج عليك فإن طرح السبب من اليد بعض أفعال اليد لأن مجموع اليد في المعنى أمور كثيرة فإنها تتصرف تصرفات كثيرة مختلفات المعاني في الأمور المشروعة و الأحكام فإن لها القبض و البسط و الاعتدال قال تعالى ﴿وَ لاٰ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ﴾ [الإسراء:29] و هو كناية عن البخل ﴿وَ لاٰ تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ﴾ [الإسراء:29]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية