«يقول رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إنما أنزل القرآن بلساني لسان عربي مبين» يقول تعالى ﴿إِنّٰا جَعَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الزخرف:3] فلهذا لم يقل بالقصد في الماء لأنه سر الحياة فيعطي الحياة بذاته سواء قصد أم لم يقصد بخلاف التراب فإنه إن لم يقصد الصعيد الطيب فليس بنافع لأنه جسد كثيف لا يسرى فروحه القصد فإن القصد معنى روحاني فافتقر المتيمم للقصد الخاص في التراب أو الأرض بخلاف أيضا و لم يفتقر المتوضئ بالماء بخلاف فقال اغسلوا و لم يقل تيمموا ماء طيبا فإن قالوا إنما الأعمال بالنيات و هي القصد و الوضوء عمل قلنا سلمنا ما تقول و نحن نقول به و لكن النية هنا متعلقها العمل لا الماء و الماء ما هو العمل و القصد هنالك للصعيد فيفتقر الوضوء بهذا الحديث للنية من حيث ما هو عمل لا من حيث ما هو عمل بماء فالماء هنا تابع للعمل و العمل هو المقصود بالنية و هنالك القصد للصعيد الطيب و العمل به تبع يحتاج إلى نية أخرى عند الشروع في الفعل كما يفتقر العمل بالماء في الوضوء و الغسل و جميع الأعمال المشروعة إلى الإخلاص المأمور به و هو النية بخلاف قال تعالى ﴿وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة:5]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية