و في الايمان بالله و برسوله الايمان بكل ما جاء به من عند اللّٰه و من عنده مما سنه و شرعه و يدخل فيما سنه الايمان بسنة من سن سنة حسنة فاستمر الشرع و حدوث العبادة المرغب فيها مما لا ينسخ حكما ثابتا إلى يوم القيامة و هذا الحكم خاص بهذه الأمة و أعني بالحكم تسميتها سنة تشريفا لهذه الأمة و كانت في حق غيرهم من الأمم السالفة تسمى رهبانية قال تعالى ﴿وَ رَهْبٰانِيَّةً ابْتَدَعُوهٰا﴾ [الحديد:27] فمن قال بدعة في هذه الأمة مما سماها الشارع سنة فما أصاب السنة إلا أن يكون ما بلغه ذلك و الاتباع أولى من الابتداع و الفرق بين الاتباع و الابتداع معقول و لهذا جنح الشارع إلى تسميتها سنة و ما سماها بدعة لأن الابتداع إظهار أمر على غير مثال هذا أصله و لهذا قال الحق تعالى عن نفسه ﴿بَدِيعُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ﴾ [البقرة:117]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية