و بعد أن تقرر هذا فاعلم إن الخلاف الذي وقع بين المؤمنين القائلين في ذلك بالحس و المحسوس إنما هو راجع إلى كيفية الإعادة فمنهم من ذهب إلى أن الإعادة تكون في الناس مثل ما بدأهم بنكاح و تناسل و ابتداء خلق من طين و نفخ كما جرى من خلق آدم و حواء و سائر البنين من نكاح و اجتماع إلى آخر مولود في العالم البشرى الإنساني و كل ذلك في زمان صغير و مدة قصيرة على حسب ما يقدره الحق تعالى هكذا زعم الشيخ أبو القاسم بن قسي في خلع النعلين له في قوله تعالى ﴿كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف:29] فلا أدري هل هو مذهبه أو هل قصد شرح المتكلم به و هو خلف اللّٰه الذي جاء بذلك الكلام و كان من الأميين و منهم من قال بالخبر المروي إن السماء تمطر مطرا شبه المني تمخض به الأرض فتنشأ منه النشأة الآخرة و أما قوله تعالى عندنا ﴿كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف:29]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية