﴿هَلِ امْتَلَأْتِ﴾ [ق:30] فتقول ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق:30] فإنه قال للجنة و النار لكل واحدة منكما ملؤها فما اشترط لهما إلا أن يملأهما خلقا و ما اشترط عذاب من يملأها بهم و لا نعيمهم و إن الجنة أوسع من النار بلا شك فإن ﴿عَرْضُهَا السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ﴾ [آل عمران:133] فما ظنك بطولها فهي للنار كمحيط الدائرة مما يحوي عليه و في التنزلات الموصلية رسمناها و بيناها على ما هي عليه في نفسها في باب يوم الإثنين و النار عرضها قدر الخط الذي يميز قطري دائرة فلك الكواكب الثابتة فأين هذا الضيق من تلك السعة و سبب هذا الاتساع جنات الاختصاص الإلهي «فورد في الخبر أنه يبقى أيضا في الجنة أماكن ما فيها أحد فيخلق اللّٰه خلقا للنعيم يعمرها بهم» و هو أن يضع الرحمن فيها قدمه و ليس ذلك إلا في جنات الاختصاص ﴿فَالْحُكْمُ لِلّٰهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ [غافر:12] ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ اللّٰهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [البقرة:105]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية