﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ﴾ [ طه:7] ﴿يَعْلَمُ خٰائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ مٰا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19] كيف لا يعلم شيئا هو خلقه ﴿أَ لاٰ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك:14] علم الأشياء منها قبل وجودها ثم أوجدها على حد ما علمها فلم يزل عالما بالأشياء لم يتجدد له علم عند تجدد الإنشاء بعلمه أتقن الأشياء و أحكمها و به حكم عليها من شاء و حكمها علم الكليات على الإطلاق كما علم الجزئيات بإجماع من أهل النظر الصحيح و اتفاق فهو ﴿عٰالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهٰادَةِ فَتَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ﴾ [المؤمنون:92] ﴿فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ﴾ [هود:107] فهو المريد الكائنات في عالم الأرض و السموات لم تتعلق قدرته بشيء حتى أراده كما أنه لم يرده حتى علمه إذ يستحيل في العقل أن يريد ما لا يعلم أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا يريد كما يستحيل أن توجد نسب هذه الحقائق في غير حي كما يستحيل أن تقوم الصفات بغير ذات موصوفة بها فما في الوجود طاعة و لا عصيان و لا ربح و لا خسران و لا عبد و لا حر و لا برد و لا حر و لا حياة و لا موت و لا حصول و لا فوت و لا نهار و لا ليل و لا اعتدال و لا ميل و لا بر و لا بحر و لا شفع و لا وتر و لا جوهر و لا عرض و لا صحة و لا مرض و لا فرح و لا ترح و لا روح و لا شبح و لا ظلام و لا ضياء و لا أرض و لا سماء و لا تركيب و لا تحليل و لا كثير و لا قليل و لا غداة و لا أصيل و لا بياض و لا سواد و لا رقاد و لا سهاد و لا ظاهر و لا باطن و لا متحرك و لا ساكن و لا يابس و لا رطب و لا قشر و لا لب و لا شيء من هذه النسب المتضادات منها و المختلفات و المتماثلات إلا و هو مراد للحق تعالى و كيف لا يكون مرادا له و هو أوجده فكيف يوجد المختار ما لا يريد لا راد لأمره و ﴿لاٰ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾ [الرعد:41]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية