ثم يخرج بالشفاعة ممن ذكرنا و بالامتنان الإلهي من جاء النص الإلهي فيه و سميت جهنم جهنم لبعد قعرها يقال بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر و هي تحوي على حرور و زمهرير ففيها البرد على أقصى درجاته و الحرور على أقصى درجاته و بين أعلاها و قعرها خمس و سبعون مائة من السنين
[هل خلقت جهنم أم لم تخلق بعد]
و اختلف الناس في خلقها هل خلقت بعد أم لم تخلق و الخلاف مشهور فيها و كل واحد من الطائفتين يحتج فيما ذهب إليه بما يراه حجة عنده و كذلك اختلفوا في الجنة و أما عندنا و عند أصحابنا أهل الكشف و التعريف فهما مخلوقتان غير مخلوقتين فأما قولنا مخلوقة فكرجل أراد أن يبني دارا فأقام حيطانها كلها الحاوية عليها خاصة فيقال قد بنى دارا فإذا دخلها لم ير إلا سورا دائرا على فضاء و ساحة ثم بعد ذلك ينشئ بيوتها على أغراض الساكنين فيها من بيوت و غرف و سراديب و مهالك و مخازن و ما ينبغي أن يكون فيها مما يريده الساكن أن يجعل فيها من الآلات التي تستعمل في عذاب الداخل فيها
[حرور جهنم و وقودها]
و هي دار حرورها هواء محترق لا جمر لها سوى بنى آدم و الأحجار المتخذة آلهة و الجن لهبها قال تعالى ﴿وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ﴾ [البقرة:24]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية