فمنك القصد خيرا و اختيارا *** كما لك في منازلك القصود
فحقق و التمس علما وحيدا *** كمثلك إنك الخلق الجديد
[معرفة اللّٰه من طريقى العقل و النقل]
اعلم أيدك اللّٰه بروح منه أن اللّٰه عزَّ وجلَّ أمرنا بالعلم بوحدانيته في ألوهيته غير أن النفوس لما سمعت ذلك منه مع كونها قد نظرت بفكرها و دلت على وجود الحق بالأدلة العقلية بل بضرورة العقل بعلم وجود الباري تعالى ثم دلت على توحيد هذا الموجود الذي خلقها و أنه من المحال أن يوجد واجبا الوجود لنفسه و لا ينبغي أن يكون إلا واحدا ثم استدلوا على ما ينبغي أن يكون عليه من هو واجب الوجود لنفسه من النسب التي ظهر عنه بها ما ظهر من الممكنات و دل على إمكان الرسالة ثم جاء الرسول و أظهر من الدلائل على صدقه أنه رسول من اللّٰه إلينا فعرفنا بالأدلة العقلية أنه رسول اللّٰه فلم نشك و قام لنا الدليل العقلي على صدق ما يخبر به فيما ينسب إليه و رآه قد أتى في أخباره عنه تعالى بنسب و أمور كان الدليل العقلي يحيلها و يرمي بها فتوقف العقل و أنهم معرفته و قدح في دليله هذا الإنباء الإلهي بما نسبه لنفسه و لا يقدر على تكذيب المخبر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية