﴿لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب:21] كما قال له صلى اللّٰه عليه و سلم ربه عزَّ وجلَّ عند ذكره الأنبياء و الرسل عليهم السلام ﴿أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّٰهُ فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام:90] فأغلق الفقهاء هذا الباب من أجل المدعين الكاذبين في دعواهم و نعم ما فعلوا و ما على الصادقين في هذا من ضرر لأن الكلام و العبارة عن مثل هذا ما هو ضربة لازب و في ما ورد عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في ذلك كفاية لهم فيوردونها يستريحون إليها من تعجب و فرح و ضحك و تبشش و نزول و معية و محبة و شوق و ما أشبه ذلك مما لو انفرد بالعبارة عنه الولي كفر و ربما قتل و أكثر علماء الرسوم عدموا علم ذلك ذوقا و شربا فأنكروا مثل هذا من العارفين حسدا من عند أنفسهم إذ لو استحال إطلاق مثل هذا على اللّٰه تعالى ما أطلقه على نفسه و لا أطلقته رسله عليهم السلام عليه و منعهم الحسد أن يعلموا أن ذلك رد على كتاب اللّٰه و تحجير على رحمة اللّٰه أن تنال بعض عباد اللّٰه و أكثر العامة تابعون للفقهاء في هذا الإنكار تقليدا لهم لا بل بحمد اللّٰه أقل العامة و أما الملوك فالغالب عليهم عدم الوصول إلى مشاهدة هذه الحقائق لشغلهم بما دفعوا إليه فساعدوا علماء الرسوم فيما ذهبوا إليه إلا القليل منهم فإنهم اتهموا علماء الرسوم في ذلك لما رأوه من انكبابهم على حطام الدنيا و هم في غنى عنه و حب الجاه و الرئاسة و تمشية أغراض الملوك فيما لا يجوز و بقي العلماء بالله تحت ذل العجز و الحصر معهم كرسول كذبه قومه و ما آمن به واحد منهم و لم يزل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يحرس حتى نزل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية