﴿بِالْقَوْلِ الثّٰابِتِ﴾ [ابراهيم:27] فإنه افتقر إليك و استغنيت عنه كان يشهد أن لا إله إلا اللّٰه فاغفر له و ارحمه و لا تحرمنا أجره و لا تفتنا بعده اللهم إن كان زاكيا فزكه و إن كان خاطئا فاغفر له يا علي و إذا صليت على جنازة امرأة فقل اللهم أنت خلقتها و أنت أحييتها و أنت أمتها تعلم سرها و علانيتها جئناك شفعاء لها فاغفر لها و ارحمها و لا تحرمنا أجرها و لا تفتنا بعدها و إذا صليت على طفل فقل اللهم اجعله لوالديه سلفا و اجعله لهما ذخرا و اجعله لهما رشدا و اجعله لهما نورا و اجعله لهما فرطا و أعقب والديه الجنة و لا تحرمهما أجره و لا تفتنهما بعده يا علي إذا توضأت فقل اللهم إني أسألك تمام الوضوء و تمام مغفرتك و رضوانك يا على إن العبد المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة أمنه اللّٰه من البلايا الثلاثة الجنون و الجذام و البرص و إذا أتت عليه ستون سنة فهو في إقبال و بعد الستين في إدبار رزقه اللّٰه الإنابة فيما يحب و إذا أتت عليه سبعون سنة أحبه أهل السموات و صالحو أهل الأرض و إذا أتت عليه ثمانون سنة كتبت له حسناته و محيت عنه سيئاته و إذا أتت عليه تسعون سنة غفر اللّٰه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و إذا أتت عليه مائة سنة كتب اللّٰه اسمه في السماء أسير اللّٰه في أرضه و كان حبيس اللّٰه تعالى يا علي احفظ وصيتي أنك على الحق و الحق معك
(و من وصايا الصالحين)
قال رجل لذي النون و اللّٰه إني لا أحبك فقال له ذو النون إن كنت عرفت اللّٰه فحسبك اللّٰه و إن كنت لم تعرفه فاطلب من يعرفه حتى يدلك على اللّٰه و تتعلم منه حفظ الحرمة لمولاك و في معنى ما قاله ذو النون و أوصى به ما اتفق لنا مع صاحبنا عبد اللّٰه ابن الأستاذ الموروري و كان من كبار الصالحين كان له أخ مات فرآه في المنام فقال له ما فعل اللّٰه بك فقال لي أدخلني الجنة آكل و أشرب و أنكح قال له ليس عن هذا أسألك هل رأيت ربك قال لا يراه إلا من يعرفه و استيقظ فركب دابته و جاء إلينا إلى إشبيلية و عرفني بالرؤيا ثم قال لي قد قصدتك لتعرفني بالله فلازمني حتى عرف اللّٰه بالقدر الذي يمكن للمحدث أن يعرفه به من طريق الكشف و الشهود لا من طريق الأدلة النظرية رحمه اللّٰه و قال بعضهم اصحب الذين وصفهم اللّٰه في كتابه و هم أهل التقوى الذين هم على سمت محجته لعلك أن ترقي في ملكوت السموات فتكون للأبرار جليسا و للأخيار في أمن ذلك المقيل أنيسا و إن كنت على التقوى عازما فالنجا النجا فيما بقي من عمرك و قال بعض العلماء تزود من الدنيا للآخرة و طريقها ف ﴿فَإِنَّ خَيْرَ الزّٰادِ التَّقْوىٰ﴾ [البقرة:197]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية