يريد استواءه على العرش و السماء بل كل ما علاه ﴿وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ [المائدة:66] و هو الذي طلبه رجل الجمل بغوصه و «بقوله ﷺ لو دليتم بحبل لهبط على اللّٰه» مع أنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فالنسب إليه على السواء و ما كان عند ابن عطاء خبر بذلك فكان الجمل أستاذ ابن عطا في هذه المسألة فلله الفوق و التحت كما له الأمر من قبل و من بعد فله نسب مسافات الأمكنة كما إن له نسب مسافات الأزمنة و ما ثم أسرع حركة من البصر في الحواس زمان لمح البصر زمان تعلقه بالكواكب الثابتة فما فوقها و بينهما من البعد في المساحة ما لا يقطع في آلاف من السنين المعلومة عندنا بحركة الأرجل
[الجزاء يشهد بالعدل و ترك الفضل]
و من ذلك الجزاء يشهد بالعدل و ترك الفضل
إذا أنت ساويت العدالة بالجور *** و فضلت أمر الفضل فينا على العدل
تيقنت أن الأمر بالحق قائم *** و أن لسان الحق في قبة الفضل
قال لا يدخل الفضل في الجزاء و بهذا كان فضلا فعطاء اللّٰه كله فضل لأن التوفيق منه فضل و العمل له و هو العامل فالحاصل عن العمل بالموازنة و إن كان جزاء فهو فضل بالأصالة فالجزاء موازنة للعمل فهو للعمل لا للعامل و لا للعامل به فإن العامل هو الحق و ما يعود عليه مما أعطاه ما وجد له ذلك العطاء و العمل لا يقبل بذاته ذلك العطاء لنفسه و لا بد له من قابل و أعطاه العمل لمن ظهر به و هو العبد الذي كان محلا لظهور هذا العمل الإلهي فيه فهو أيضا محل للعطاء الإلهي لأنه يلتذ به أو يألم إن كان عقوبة فقد علمت الجزاء و المجازي و المجازي و السلام
[كرم الأصول يدل على عدم الفضول]
و من ذلك كرم الأصول يدل على عدم الفضول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية