فهذا أمره و دعاؤه و قال عن موسى معرفا إيانا ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ﴾ [الشعراء:21] و يقال للمحمدي ﴿فَلاٰ تَخٰافُوهُمْ وَ خٰافُونِ﴾ [آل عمران:175] فالحكم عند المحمدي لانتهاء الغاية و عند الموسوي لابتداء الغاية و على الحقيقة فالغاية هي متصورة عنده في الابتداء فهي المحركة لأن الأمور إنما هي بغاياتها و لها وجدت قال عز و جل ﴿وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] فاعتبر الغاية و إن تأخرت في الوجود مثل طالب الاستظلال بالسقف فحركته الغاية إلى ابتدائها فما وقعت العبادة إلا بعد الخلق فالغاية هي التي أبرزتهم إلى الوجود فهي المبتدأ و إن تأخرت في الوجود فما تأخرت بالأثر فإن الحكم و الأثر لها و لذلك قلنا إن الأثر أبدا في الموجود إنما هو للمعدوم و الغاية معدومة و لهذا يصح من الطالب طلبها لأن الموجود غير مراد فالغاية المعدومة هي التي أثرت الإيجاد أو هي سبب في أن أوجد الحق ما أوجده مما لم يكن له وجود عيني قبل هذا الأثر السببي و يسمونه بعض العلماء العلة و بعضهم يسميه الحكمة و بعد أن عرف المعنى فلا مشاحة في الإطلاق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية