و قال ﴿وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [المائدة:18] و ﴿إِلَى اللّٰهِ عٰاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [لقمان:22] أ لا تراك إذا بدأت وضع دائرة فإنك عند ما تبتدئ بها لا تزال تديرها إلى أن تنتهي إلى أولها و حينئذ تكون دائرة و لو لم يكن الأمر كذلك لكنا إذا خرجنا من عنده خطا مستقيما لم نرجع إليه و لم يكن يصدق قوله و هو الصادق ﴿وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة:245] و كل أمر و كل موجود فهو دائرة يعود إلى ما كان منه بدؤه و أن اللّٰه تعالى قد عين لكل موجود مرتبته في علمه فمن الموجودات من خلقت في مراتبها و وقفت و لم تبرح فلم يكن لها بداية و لا نهاية بل يقال وجدت فإن البدء ما تعقل حقيقته إلا بظهور ما يكون بعده مما ينتقل إليه و هذا ما انتقل فعين بدئه هو عين وجوده لا غير و من الموجودات ما كان وجودها أولا في مراتبها ثم نزل بها إلى عالم طبيعتها و هي الأجسام المولدة من العناصر و لا كلها بل أجسام الثقلين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية