جبريل عليه السّلام على قلب محمد ﷺ فكان به ﴿مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ [الشعراء:194] أي المعلمين فإذا تكلمت في القرآن بما هو به محمد ﷺ متكلم نزلت عن ذلك الفهم إلى فهم السامع من النبي ﷺ فإن الخطاب على قدر السامع لا على قدر المتكلم و ليس سمع النبي ﷺ و فهمه فيه فهم السامع من أمته فيه إذا تلاه عليه و هذه نكتة ما سمعتها قبل هذا عن أحد قبلي و هي غريبة و فيها غموض و من ذلك من لم يتكبر على خلقه فقد أدى واجب حقه
ليس التكبر و الإهمال من شيمي *** بل التواضع و الإمهال من شيمي
إني عبدت الذي أحبني و يغفر لي *** و هو المهيمن رب الصفح و الكرم
قال لا يتكبر على الأمثال إلا من جهل إنهم أمثال فكما لا يتكبر الشيء على نفسه كذلك لا يتكبر على مثله و من لم يتكبر على خلق اللّٰه فقد أعطاهم حقهم الذي وجب لهم عليه كما أعطاه اللّٰه خلقه الذي لم يكن إلا به و إلا فما هو هو فإن الإنسان إذا لم يكن هو الحيوان الناطق و إلا فليس بإنسان فهذا أعطى كل شيء خلقه و أوجب عليك أنت الحقوق فما في العالم إلا من له حق عليك تؤديه إليه إذا طلبه منك و ما لم يطلبه بحاله أو لسانه لم يتعين عليك فلا بد من الأوقات فيه كما هو في الإيجاد و الآجال إذا جاء الوقت قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية