فإنه من وحد مال إلى الحق و توحد إذ الملحد هو المائل في لغة القائل فإذا الحد العبد و مال بلغ ما أمله من الآمال و في الكلام المقبول من الحد فقد أخلد إلا أنه لما الحد فهو لما قصد الإلحاد اللغوي لا بد منه و لا محيص لمخلوق عنه أ لا ترى إلى أصحاب الأعراف لما لم يبلغوا في هذا الاتصاف حد الإنصاف كيف وقفوا بين الجنة و النار فلا هم مع الأشرار و لا مع المصطفين الأخيار فكانوا يخلصون إلى دار القرار أو إلى دار البوار فلو لا التلبيس ما حصلوا بين نعم و بئس ﴿فَنِعْمَ عُقْبَى الدّٰارِ﴾ [الرعد:24] للأبرار و بئس عقبى الدار للفجار اعتدلت كفتا ميزانهم فهذا كان من شأنهم فلو لا ما تفضل الحق عليهم فيما كلف الخلق به يوم القيامة من السجود إليه ما يرجوا عليه فلما سجدوا فيمن سجد رجحت كفة حسناته فسعد فانفك من أسر السور و لحق بدار السرور
[من أشرك ملك]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية