﴿فَمٰا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمٰاءُ وَ الْأَرْضُ﴾ [الدخان:29] فوصف السماء و الأرض بالبكاء على أهل اللّٰه و لا يشك مؤمن في كل شيء أنه مسبح و كل مسبح حي عقلا و «ورد أن العصفور يأتي يوم القيامة فيقول يا رب سل هذا لم قتلني عبثا» و كذلك من يقطع شجرة لغير منفعة أو ينقل حجرا لغير فائدة تعود على أحد من خلق اللّٰه فلما أعطى اللّٰه هذه المعارف لهؤلاء الأصناف لذلك وصفتها بالثناء على هؤلاء الرجال و عرفت ذلك منهم كشفا حسيا مثل ما كان للصحابة سماع تسبيح الحصى و تسبيح الطعام لأنهم ليس بينهم و بين الحركة العبثية دخول بل يجتنبون ذلك جملة واحدة و لما جهل أكثر الثقلين هذه العلوم لذلك لا يعرفون مراتب هؤلاء الرجال فلا يمدحونهم و لا يتعرضون إليهم و لهذا أخبر تعالى أن كل شيء في العالم يسجد لله تعالى من غير تبعيض إلا الناس فقال ﴿أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبٰالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ﴾ [الحج:18]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية