لها واجتهادهم في تحصيلها ولو لا ما أرادهم الحق لذلك ما وفقهم ول استعملهم حين طرد غيرهم بالمعنى ودعاهم بالأمر فحرمهم الوصول بحرمانه إياهم استعمال الأسباب التي جعلها طريقا إلى الوصول من حضرة القرب ولذلك بشرهم فقال صل فقد نويت وصالك فسبقت لهم العناية فسلكو
[3- لباس النعلين في الصلاة]
وهم الذين أمرهم الله بلباس النعلين في الصلاة إذ كان القاعد لا يلبس النعلين وإنما وضعت للماشي فيها فدل إن المصلي يمشي في صلاته ومناجاة ربه في الآيات التي يناجيه فيها منزلا منزلا كل آية منزل وحال فقال لهم يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قال الصاحب لما نزلت هذه الآية أمرنا فيها بالصلاة في النعلين فكان ذلك تنبيها من الله تعالى للمصلي أنه يمشي على منازل ما يتلوه في صلاته من سور القرآن إذ كانت السور هي المنازل لغة قال النابغة
أ لم تر أن الله أعطاك سورة *** ترى كل ملك دونها يتذبذب
أراد منزلة وقيل لموسى عليه السلام فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ أي قد وصلت المنزل فإنه كلمة الله بغير واسطة بكلامه سبحانه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية