ما هي دافعة بمقدار مخصوص لأنها تجهل الميزان وهي محكومة لأمر آخر من فضول تطرأ في المزاج تعطيها القوة الشهوانية وكذلك أيضا هذا كله سار في جميع البدن علوا وسفلا وأما سائر القوي فمحلها النصف الأعلى وهو النصف الأشرف محل وجود الحياتين حياة الدم وحياة النفس فأي عضو مات من هذه الأعضاء زالت عنه القوي التي كانت فيه من المشروط وجودها بوجود الحياة وما لم يمت العضو وطرأ على محل قوة ما خلل فإن حكمها يفسد ويتخبط ولا يعطي علما صحيحا كمحل الخيال إذا طرأت فيه علة فالخيال لا يبطل وإنما يبطل قبول الصحة فيما يراه علما وكذلك العقل وكل قوة روحانية وأما القوي الحسية فهي أيضا موجودة لكن تطرأ حجب بينها وبين مدركاتها في العضو القائمة به من ماء ينزل في العين وغير ذلك وأما القوي ففي محالها ما زالت ولا برحت ولكن الحجب طرأت فمنعت فالأعمى يشاهد الحجاب ويراه وهو الظلمة التي يجدها فهي ظلمة الحجاب فمشهده الحجاب وكذلك ذائق [الصفحة 160 من طبعة القاهرة]
العسل والسكر إذا وجده مرا فالمباشر للعضو القائم به قوة الذوق إنما هو المرة الصفراء فلذلك أدرك المرارة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية