لما انتهى للكعبة الحسناء *** جسمي وحصل رتبة الأمناء
وسعى وطاف وثم عند مقامها *** صلى وأثبته من العتقاء
من قال هذا الفعل فرض واجب *** ذاك المؤمل خاتم النباء
ورأى بها الملأ الكريم وآدما *** قلبي فكان لهم من القرناء
ولآدم ولدا تقيا طائعا *** ضخم الدسيعة أكرم الكرماء
والكل بالبيت المكرم طائف *** وقد اختفى في الحلة السوداء
يرخي ذلاذل برده ليريك في *** ذاك التبختر نخوة الخيلاء
وأبي على الملإ الكريم مقدم *** يمشي بأضعف مشية الزمناء
والعبد بين يدي أبيه مطرق *** فعل الأديب وجبرئيل إزائي
يبدي المعالم والمناسك خدمة *** لأبي ليورثها إلى الأبناء
فعجبت منهم كيف قال جميعهم *** بفساد والدنا وسفك دماء
إذ كان يحجبهم بظلمة طينة *** عما حوته من سنا الأسماء
وبدا بنور ليس فيه غيره *** لكنهم فيه من الشهداء
إن كان والدنا محلا جامعا *** للأولياء معا وللأعداء
ورأى المويهة والنويرة جاءتا *** كرها بغير هوى وغير صفاء
فبنفس ما قامت به أضداده *** حكموا عليه بغلظة وبذاء
وأتى يقول أنا المسبح والذي *** ما زال يحمدكم صباح مساء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية