أقول تعبدا وهو عبادة مستقلة مع كونه ما انتقضت طهارته بأكل لحوم الإبل فالصلاة بالوضوء المتقدم جائزة وهو عاص إن لم يتوضأ من لحوم الإبل
[وجوب الوضوء من لحوم الإبل تعبدا]
وهذا القول ما قال به أحد فيما اعلم قبلنا وإن نوى فيه رفع المانع فهو أحوط واختلف الأئمة في الوضوء من لحوم الإبل فمن قائل بإيجاب الوضوء منه ومن قائل لا يجب
(وصل حكم الباطن في ذلك) [تلقي الأمور التي لا توافق الغرض الطبيعي]
النار الذي يجد الإنسان في نفسه وهي التي تنضج كبده هي مما يجري عليه من الأمور التي لا توافق غرضه الطبيعي فإن تلقاها بالتسليم والرضي أو الصبر مع الله فيها كما تسمى الله تعالى بالصبور لقوله إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله ورَسُولَهُ وأمهلهم ولم يؤاخذهم وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شخص اصبر على أذى من الله
حلما منه وإذا كان العبد بهذه المثابة لم تؤثر في طهارته
[لمة الشيطان في قلب الإنسان]
فإن تسخط وأثر فيه ولا سيما لحوم الإبل فإن الشارع سماها شياطين فتلك لمة الشيطان في القلب فانتقضت طهارته لأن محل اللمة القلب كما يطهر منها بلمة الملك وإنما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية