ما يقتضي وجود الأرواح ومنها ما يقتضي بقاء مدة السموات وهو العلم الذي أشار إليه أبو طالب المكي من أن الفلك يدور بأنفاس العالم ومع رؤيتهم لذلك كله هم فيه متفاضلون بعضهم على بعض فمنهم الكامل المحقق المدقق ومنهم من ينزل عن درجته بالتفاضل في النزول وقد رأينا جماعة من أصحاب خط الرمل والعلماء بتقادير حركات الأفلاك وتسيير كواكبها والاقترانات ومقاديرها ومنازل اقتراناتها وما يحدث الله عند ذلك من الحكم في خلقه كالأسباب المعتادة في العامة التي لا يجهلها أحد ولا يكفر القائل بها فهذه أيضا معتادة عند العلماء بها فإنها تعطي بحسب تأليف طباعها مما لا يعطيه حالها في غير اقترانها بغيرها فيخبرون بأمور جزئية تقع على حد ما أخبروا به وإن كان [الصفحة 327 من طبعة القاهرة] ذلك الأمر واقعا بحكم الاتفاق بالنظر إليه وإن كان علما في نفس الأمر فإن الناظر فيه ما هو على يقين وإن قطع به في نفسه لغموض الأمر فما يصح أن يكون مع الإنصاف على يقين من نفسه أنه ما فاتته دقيقة في نظره ولا فات لمن مهد له السبيل قبله من غير نبي يخبر عن الله فإن المتأخر على حساب المتقدم يعتمد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية