بين المؤمنين القائلين في ذلك بالحس والمحسوس إنما هو راجع إلى كيفية الإعادة فمنهم من ذهب إلى أن الإعادة تكون في الناس مثل ما بدأهم بنكاح وتناسل وابتداء خلق من طين ونفخ كما جرى من خلق آدم وحواء وسائر البنين من نكاح واجتماع إلى آخر مولود في العالم البشرى الإنساني وكل ذلك في زمان صغير ومدة قصيرة على حسب ما يقدره الحق تعالى هكذا زعم الشيخ أبو القاسم بن قسي في خلع النعلين له في قوله تعالى كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فلا أدري هل هو مذهبه أو هل قصد شرح المتكلم به وهو خلف الله الذي جاء بذلك الكلام وكان من الأميين ومنهم من قال بالخبر المروي إن السماء تمطر مطرا شبه المني تمخض به الأرض فتنش منه النشأة الآخرة وأما قوله تعالى عندنا كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ هو قوله ولَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ وقوله كَم بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا وقد علمنا إن النشأة الأولى أوجدها الله تعالى على غير مثال سبق فهكذا النشأة الآخرة يوجدها الله تعالى على غير مثال سبق مع كونها محسوسة بلا شك وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفة نشأة أهل الجنة والنار ما يخالف ما هي عليه هذه النشأة الدنيا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية