مخالف لميزان عذاب أهل النار فأهل النار معذبون بأعمالهم لا غير وأهل الجنة ينعمون بأعمالهم وبغير أعمالهم في جنات الاختصاص
[جنات أهل السعادة]
فلأهل السعادة ثلاث جنات جنة أعمال وجنة اختصاص وجنة ميراث وذلك أنه ما من شخص من الجن والإنس إلا وله في الجنة موضع وفي النار موضع وذلك لإمكانه الأصلي فإنه قبل كونه يمكن أن يكون له البقاء في العدم أو يوجد فمن هذه الحقيقة له قبول النعيم وقبول العذاب فالجنة تطلب الجميع والجميع يطلبه والنار تطلب الجميع والجميع يطلبها فإن الله يقول ولَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ أي أنتم قابلون لذلك ولكن حقت الكلمة وسبق العلم ونفذت المشيئة فلا راد لأمره ولا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ فينزل أهل الجنة في الجنة على أعمالهم ولهم جنات الميراث وهي التي كانت لأهل النار لو دخلوا الجنة ولهم جنات الاختصاص [الصفحة 303 من طبعة القاهرة] يقول الله تعالى تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ من عِبادِنا من كانَ تَقِيًّا فهذه الجنة التي حصلت لهم بطريق الورث من أهل النار الذين هم أهلها إذ لم يكن في علم الله أن يدخلوها ولم يقل في أهل النار إنهم يرثون من النار أماكن أهل الجنة لو دخلو النار وهذا من سبق الرحمة بعموم فضله سبحانه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية