لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة ربه فنزلت سورة الإخلاص تخلصت من الاشتراك مع غيره تعالى الله في تلك النعوت المقدسة والأوصاف فما من شيء نفاه في هذه السورة ولا أثبته إلا وذلك المنفي أو المثبت مقالة في الله لبعض الناس وبعد أن بينا لك ما ينبغي أن يكون عليه من نحن مفتقرون إليه وهو الله سبحانه فلنبين ما بوبنا عليه فاعلم أن نسبة الأزل إلى الله نسبة الزمان إلين ونسبة الأزل نعت سلبي لا عين له فلا يكون عن هذه الحقيقة وجود فيكون الزمان للممكن نسبة متوهمة الوجود لا موجودة لأن كل شيء تفرضه يصح عنه السؤال بمتى ومتى سؤال عن زمان فلا بد أن يكون الزمان أمرا متوهما لا وجودا ولهذا أطلقه الحق على نفسه في قوله وكانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ولِلَّهِ الْأَمْرُ من قَبْلُ ومن بَعْدُ وفي السنة تقرير قول السائل أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ولو كان الزمان أمرا وجوديا في نفسه ما صح تنزيه الحق عن التقييد إذ كان حكم الزمان يقيده فعرفنا أن هذه الصيغ ما تحتها أمر وجودي
[الزمان: معقوله ومدلوله]
ثم نقول إن لفظة الزمان اختلف الناس في معقولها ومدلولها فالحكماء تطلقه بإزاء أمور مختلفة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية