اثنان واجبا الوجود لأنفسهما فلم يبق إلا أن يكون وجوده بغيره ولا معنى لا مكان العالم إلا أن وجوده بغيره فهو العالم إذن أو من العالم ولو كان وجود العالم عن الله لنسبة ما لولاها ما وجد العالم تسمى تلك النسبة إرادة أو مشيئة أو علما أو ما شئت مما يطلبه وجود الممكن فيكون الحق تعالى بلا شك ل يفعل شيئا إلا بتلك النسبة ولا معنى للافتقار إلا هذا وهو محال على الله فإن الله له الغني على الإطلاق فهو كما قال غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فإن قيل إن المراد بالنسبة عين ذاته قلنا فالشيء لا يكون مفتقرا إلى نفسه فإنه غني لنفسه فيكون الشيء الواحد فقيرا من حيث ما هو عني كل ذلك لنفسه وهو محال وقد نفينا الأمر الزائد فاقتضى ذلك أن يكون وجود العالم من حيث ما هو موجود بغيره مرتبطا بالواجب الوجود لنفسه وإن عين الممكن محل تأثير الواجب الوجود لنفسه بالإيجاد ولا يعقل إلا هكذا فمشيئته وإرادته وعلمه وقدرته ذاته تعالى الله أن يتكثر في ذاته علوا كبيرا بل له الوحدة المطلقة وهو الواحد الأحد الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ فيكون مقدمة ولَمْ يُولَدْ فيكون نتيجة ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فيكون به وجود العالم نتيجة عن مقدمتين عن الحق والكفؤ تعالى الله وبهذا وصف نفسه سبحانه في كتابه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية