حَلِيماً بإمهالكم حيث لم يؤاخذكم سريعا بما رددتم من ذلك غَفُوراً حيث ستر عنكم تسبيح هؤلاء فلم تفقهوه وقال تعالى في حال من مات ممقوتا عند الله فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والْأَرْضُ فوصف السماء والأرض بالبكاء على أهل الله ولا يشك مؤمن في كل شيء أنه مسبح وكل مسبح حي عقلا وورد أن العصفور يأتي يوم القيامة فيقول يا رب سل هذا لم قتلني عبثا
وكذلك من يقطع شجرة لغير منفعة أو ينقل حجرا لغير فائدة تعود على أحد من خلق الله فلما أعطى الله هذه المعارف لهؤلاء الأصناف لذلك وصفتها بالثناء على هؤلاء الرجال وعرفت ذلك منهم كشفا حسيا مثل ما كان للصحابة سماع تسبيح الحصى وتسبيح الطعام لأنهم ليس بينهم وبين الحركة العبثية دخول بل يجتنبون ذلك جملة واحدة ولما جهل أكثر الثقلين هذه العلوم لذلك لا يعرفون مراتب هؤلاء الرجال فلا يمدحونهم ولا يتعرضون إليهم ولهذا أخبر تعالى أن كل شيء في العالم يسجد لله تعالى من غير تبعيض إلا الناس فقال لَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ من في السَّماواتِ ومن في الْأَرْضِ والشَّمْسُ والْقَمَرُ والنُّجُومُ والْجِبالُ والشَّجَرُ والدَّوَابُّ ولم يبعض وكَثِيرٌ من النَّاسِ فبعض فإن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية