حضوره في نفسه إنها حركة مقدرة منسوبة إلى الله وأن الله فيها سرا يعلمه الله فيؤديه هذا القدر من العلم إلى الأدب الإلهي
[الفتيان والملامتية]
وهذا لا يكون إلا للفتيان أصحاب القوة الحاكمين على طبائع النفوس والعادات ولا يكون في هذا المقام من هذه الطائفة إلا الملامية فإن الله قد ولاهم على نفوسهم وأيدهم بروح منه عليها فلهم التصريف التام والكلمة الماضية والحكم الغالب [الصفحة 243 من طبعة القاهرة] فهم السلاطين في صور العبيد يعرفهم الملأ الأعلى فليس أحد مما سوى الإنس والجان إلا ويقول بفضله إلا بعض الثقلين فإن الحسد يمنعهم من ذلك
[طبقات الفتيان ومنزلتهم]
فطبقات الفتيان هو ما ذكرناه من يعلم منهم علم الله في الحركات ومن ل يعلم علم الله في ذلك على التعيين وإن علم إن ثم أمرا لم يطلعه الله عليه وأما منزلتهم فهو الذي قلنا في أول الباب في قوله ثُمَّ جَعَلَ من بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً وينظر إلى هذا الإيجاد من الحقائق الإلهية الآية لأخرى وهي قوله إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فهم يعاملون الخلق بالإحسان إليهم مع إساءتهم لهم كإعطاء الله الرزق للمرزوقين الكافرين بالله ونعمه فلهم القوة العظمى على نفوسهم حيث لم يغلبهم هواهم ولا ما جبلت النفس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية