وقد علم إن وطأته يحيا بها ما وطئه من الأشياء فقبض قبضة من أثر الرسول فرمى بها في العجل الذي صنعه فحيي ذلك العجل وكان ذلك إلقاء من الشيطان في نفس السامري لأن الشيطان يعلم منزلة الأرواح فوجد السامري في نفسه هذه القوة وم علم بأنها من إلقاء إبليس فقال وكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وفعل ذلك إبليس من حرصه على إضلاله بما يعتقده من الشريك لله تعالى فخرج عيسى على صورة جبريل في المعنى والاسم والصورة الممثلة فالتحقق البشر بالروحاني والتحق الروحاني بصورة البشر في نازلة واحدة ويكفي هذا القدر من هذا الباب فإنه باب واسع لمريم وآسية لحقائق الرسل عليهم السلام فيه مجال رحب فإنه منزل الكمال من حصله ساد على أبناء جنسه وظهر حاكما على صاحب الجلال والجمال وهو من مقامات أبي يزيد البسطامي والأفراد والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
انتهى الجزء الحادي والعشرون
وبانتهائه انتهى السفر الثالث من الفتوحات المكية
يتلوه الجزء الثاني والعشرون من السفر الرابع إن شاء الله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية