فهم أحد رجلين إما رجل آمن وسلم وجعل علم ذلك إليه إلى أن مات وهو المقلد وإما [الصفحة 219 من طبعة القاهرة] رجل عمل بما علم من فروع الأحكام واعتقد الايمان بما جاءت به الرسل والكتب فكشف الله عن بصيرته وصيره ذا بصيرة في شأنه كما فعل بنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم وأهل عنايته فكاشف وأبصر ودع إلى الله عز وجل على بصيرة كما قال الله تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وسلم مخبرا له أَدْعُوا إِلَى الله عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا ومن اتَّبَعَنِي وهؤلاء هم العلماء بالله العارفون وإن لم يكونوا رسلا ولا أنبياء فهم على بينة من ربهم في علمهم به وبما جاء من عنده
[المتشابهات: تأويلها أو التسليم بها]
وكذلك وصف نفسه بكثير من صفات المخلوقين من المجيء والإتيان والتجلي للأشياء والحدود والحجب والوجه والعين والأعين واليدين والرضي والكراهة والغضب والفرح والتبشبش وكل خبر صحيح ورد في كتاب وسنة والأخبار أكثر من أن تحصى مما لا يقبلها إلا مؤمن بها من غير تأويل أو بعض أرباب النظر من المؤمنين بتأويل أضطره إليه إيمانه فانظر مرتبة المؤمن ما أعزها ومرتبة أهل الكشف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية