هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه هل من داع فأجيبه
فهذا كله من باب رحمته ولطفه وهذا حقيقة الاسم الرحمن الذي اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ فنزلت هذه الصفة مع الاسم الرب إلى السماء الدنيا فهو ما أعلمناك به إن كل اسم إلهي يتضمن حكم جميع الأسماء الإلهية من حيث إن المسمى واحد
[نزول الرب من العماء إلى السماء]
فيعلم صاحب هذا المقام من هذا النزول الرباني السماوي ما يختص بالاسم الرحمن منه الذي قال به هل من تائب هل من مستغفر فإن الرحمن يطلب هذا القول بلا شك فهذا حظ ما يعلم صاحب هذا المقام من هذا النزول بلا واسطة ويعلم نزول الرب من العماء إلى السماء بوساطة الاسم الرحمن لأنه ليس للاسم الرب على صاحب هذا المقام سلطان فإنه كما قلنا الاسم الرحمن فلا يعلم من الاسم الرب ول غيره أمرا إلا بالاسم الرحمن فيعلم عند ذلك بإعلام الرحمن إياه ما أراد الحق بنزوله من العماء إلى السماء على هذا الوجه هي معرفته
[قلب المؤمن عرش الرحمن]
ثم مما يختص بعلمه صاحب هذا المقام بوساطة الاسم الرحمن علم
قول الله ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن
فأتى بياء الإضافة في السعة والعبودية فلم يأخذ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية