أخرى من حال قيامه في الصلاة إلى حال ركوعه فيرحل من صفة القيومية إلى صفة العظمة فيقول سبحان ربي العظيم وبحمده ثم يرفع وهو رحلته من مقام التعظيم إلى مقام النيابة فيقول سمع الله لمن حمده
قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد
فلهذا جعلنا الرفع من الركوع نيابة عن الحق ورجوعا إلى القيومية فإذا سجد اندرجت العظمة في الرفعة الإلهية فيقول الساجد سبحان ربي الأعلى وبحمده فإن السجود يناقض العلو فإذا خلص العلو لله ثم رفع رأسه من السجود واستوى جالس وهو قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فيقول رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني واعف عني
[5- المصلي مسافر من حال إلى حال]
فهذه كلها [الصفحة 193 من طبعة القاهرة] منازل ومناهل في الصلاة فعلا فهو مسافر من حال إلى حال فمن كان حاله السفر دائما كيف لا يقال له البس نعليك أي استعن في سيرك بالكتاب والسنة وهي زينة كل مسجد فإن أحوال الصلاة وما يطر فيها من كلام الله وما يتعرض في ذلك من الشبه في غوامض الآيات المتلوة وكون الإنسان في الصلاة يجعل الله في قبلته فيجده فهذه كلها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية