لم يكن العالم وإذا توجه إلى العالم ظهر عين العالم لذلك التوجه فرأى إن العالم كله موجود عن ذلك التوجه المختلف النسب ورأى المتهجد ذاته مركبة من نظر الحق لنفسه دون العالم وهو حالة النوم للنائم ومن نظره إلى العالم وهو حالة القيام لأداء حق الحق عليه فعلم إن سبب وجود عينه أشرف الأسباب حيث استند من وجه إلى الذات معراة عن نسب الأسماء التي تطلب العالم إليه فتحقق إن وجوده أعظم الوجود وأن علمه أسنى العلوم وحصل له مطلوبه وهو كان غرضه وكان سبب ذلك انكساره وفقره فقال في قضاء وطره من ذلك متمثل
رب ليل بتة ما أتى *** فجره حتى انقضى وطري
من مقام كنت أعشقه *** بحديث طيب الخبر
وقال في الأسماء
لم أجد للاسم مدلول *** غير من قد كان مفعولا
ثم أعطتنا حقيقته *** كونه للعقل معقولا
فتلفظنا به أدبا *** واعتقدنا الأمر مجهولا
وكان قدر علمه في العلوم قدر معلومه وهو الذات في المعلومات
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية