معلوماتها في أحوالها وصورة انتقالها أيضا إن الإنسان يطلب ابتداء معرفة كون من الأكوان أو يتخذ دليلا على مطلوبه كونا من الأكوان فإذا حصل له ذلك المطلوب لاح له وجه الحق فيه ولم يكن ذلك الوجه مطلوبا له فتعلق به هذ الطالب وترك قصده الأول وانتقل العلم يطلب ما يعطيه ذلك الوجه فمنهم من يعرف ذلك ومنهم من هو حاله هذا ولا يعرف ما انتقل عنه ولا ما انتقل إليه حتى إن بعض أهل الطريق زل فقال إذا رأيتم الرجل يقيم على حال واحدة أربعين يوم فاعلموا أنه مراء يا عجبا وهل تعطي الحقائق أن يبقى أحد نفسين أو زمانين على حال واحدة فتكون الألوهية معطلة الفعل في حقه هذا ما لا يتصور إلا أن هذ العارف لم يعرف ما يراد بالانتقال بكون الانتقال كان في الأمثال فكان ينتقل مع الأنفاس من الشيء إلى مثله فالتبست عليه الصورة بكونه ما تغير عليه من الشخص حاله الأول في تخبله كما يقال فلان ما زال اليوم ماشيا وما قعد ولا شك أن المشي حركات كثيرة متعددة وكل حركة ما هي عين الأخرى بل هي مثلها وعلمك ينتقل بانتقالها فيقول ما تغير عليه الحال وكم تغيرت عليه من الأحوال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية