وكفى بهذا شرفا في حقك حيث يسلم عليك الحق فليته لم تسمع أحدا ممن سلمت عليه حتى ينوب عن الجميع في الرد عليك فإنه بك أشرف قال تعالى تشريفا في حق يحيى عليه السلام وسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ ويَوْمَ يَمُوتُ ويَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا وهذا سلام فضيلة وإخبار فكيف سلام واجب ناب الحق مناب من أجاب عنه وجزاء الفرائض أعظم من جزاء الفضائل في حق من قيل فيه وسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ فيجمع له بين الفضيلتين وقد وردت صلاة الله علينا ابتداء وما وصل إلي هل ورد السلام ابتداء كما وردت الصلاة أم لا فمن روى في ذلك شيئا وتحققه فقد جعلت أمانة في عنقه أن يلحقه في هذا الموضع إلى جانب صلاة الله علينا في هذا الباب ليكون بشرى للمؤمنين وشرفا لكتابي هذا والله المعين والموفق لا رب غيره
[الآباء الطبيعيون والأمهات الطبيعيات]
وأما الآباء الطبيعيون والأمهات فلم نذكرهم فلنذكر الأمر الكلي من ذلك وهم أبوان وأمان فالأبوان هما الفاعلان والأمان هما المنفعلان وما يحدث عنهما هو المنفعل عنهما فالحرارة والبرودة فاعلان والرطوبة واليبوسة منفعلان فنكحت [الصفحة 143 من طبعة القاهرة]
الحرارة اليبوسة فانتجا ركن النار ونكحت الحرارة الرطوبة فانتجا ركن الهواء ثم نكح البرودة الرطوبة فانتجا ركن الماء ونكح البرودة اليبوسة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية