فتعاين منتهى بحر الذهب تصطفق أمواجه ويباشره بالمجاورة بحر الحديد فلا يدخل من واحد في الآخر شيء وماؤهم ألطف من الهواء في الحركة والسيلان وهو من الصفاء بحيث أن لا يخفى عنك من دوابه ولا من الأرض التي يجري البحر عليها شيء فإذا أردت أن تشرب منه وجدت له من اللذة ما لا تجده لمشروب أصلا وخلقها ينبتون فيها كسائر النباتات من غير تناسل بل يتكونون من أرضها تكون الحشرات عندنا ولا ينعقد من مائهم في نكاحهم ولد وإن نكاحهم إنما هو لمجرد الشهوة والنعيم وأما مراكبهم فتعظم وتصغر بحسب ما يريده الراكب وإذا سافروا من بلد إلى بلد فإنهم يسافرون برا وبحرا وسرعة مشيهم في البر والبحر أسرع من إدراك البصر للمبصر وخلقها متفاوتون في الأحوال ففيهم من تغلب عليهم الشهوات وفيهم من يغلب عليهم تعظيم جناب الحق ورأيت فيها ألوانا لا أعرفها في ألوان الدنيا ورأيت فيها معادن تشبه الذهب وما هي بذهب ولا نحاس وأحجارا من اللآلي ينفذها البصر لصفائها شفافة من اليواقيت الحمر
[عجائب أرض الحقيقة]
ومن أعجب ما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية