هو حيوان لا بما هو إنسان فقط غير أن هذه القوي الأربعة قوة الخيال والوهم والحفظ والذكر هي في الإنسان أقوى منها في الحيوان ثم خص آدم الذي هو الإنسان بالقوة المصورة والمفكرة والعاقلة فتميز عن الحيوان وجعل هذه القوي كلها في هذا الجسم آلات للنفس الناطقة لتصل بذلك إلى جميع منافعها المحسوسة والمعنوية ثم أنشأه خلقا آخر وهو الإنسانية فجعله دراكا بهذه القوي حيا عالما قادرا مريدا متكلما سميعا بصيرا على حد معلوم معتاد في اكتسابه فَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ثم إنه سبحانه ما سمي نفسه باسم من الأسماء إلا وجعل للإنسان من التخلق بذلك الاسم حظا منه يظهر به في العالم على قدر ما يليق به ولذلك تأول بعضهم
قوله عليه السلام إن الله خلق آدم على صورته
على هذا المعنى وأنزله خليفة عنه في أرضه إذ كانت الأرض من عالم التغيير والاستحالات بخلاف العالم الأعلى فيحدث فيهم من الأحكام بحسب ما يحدث في العالم الأرضي من التغيير فيظهر لذلك حكم جميع الأسماء الإلهية فلذلك كان خليفة في الأرض دون السماء والجنة ثم كان من أمره ما كان من علم الأسماء وسجود الملائكة وإباية إبليس يأتي ذكر ذلك كله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية