جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ثم خلق تسعمائة ملك وأربعا وسبعين وأضافهم إلى ما ذكرناه من الأملاك وأوحى إليهم وأمرهم بما يجري على أيديهم في خلقه فقالوا [الصفحة 123 من طبعة القاهرة]
وما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وما خَلْفَنا وما بَيْنَ ذلِكَ وما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا وقال فيهم لا يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ فهؤلاء من الملائكة هم الولاة خاصة وخلق الله ملائكة هم عمار السموات والأرض لعبادته فما في السماء والأرض موضع إلا وفيه ملك ولا يزال الحق يخلق من أنفاس العالم ملائكة ما داموا متنفسين
[خلق الدار الدنيا]
ولما انتهى من حركات هذا الفلك الأول ومدته أربع وخمسون ألف سنة مما تعدون خلق الله الدار الدنيا وجعل لها أمدا معلوما تنتهي إليه وتنقضي صورتها وتستحيل من كونها دارا لنا وقبولها صورة مخصوصة وهي التي نشاهدها اليوم إلى أن تبدل الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ والسَّماواتُ ولما انقضى من مد حركة هذا الفلك ثلاث وستون ألف سنة مما تعدون خلق الله الدار الآخرة الجنة والنار اللتين أعدهما الله لعباده السعداء والأشقياء فكان بين خلق الدنيا وخلق الآخرة تسع آلاف سنة مما تعدون ولهذا سميت آخرة لتاخر خلقها عن خلق الدنيا وسميت الدنيا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية