قد نتركها على كثرتها إذا لحظنا وجوه الطالبين لها من العالم وإذا لم نلحظ ذلك فلنرجع ونلحظ أمهات المطالب التي لا غنى لنا عنها فنعرف إن الأسماء التي الأمهات موقوفة عليها هي أيضا أمهات الأسماء فيسهل النظر ويكمل الغرض ويتيسر التعدي من هذه الأمهات إلى البنات كما يتيسر رد البنات إلى الأمهات فإذا نظرت الأشياء كلها المعلومة في العالم العلوي والسفلي تجد الأسماء السبعة المعبر عنها بالصفات عند أصحاب علم الكلام تتضمنها وقد ذكرنا هذا في كتابنا الذي سميناه إنشاء الدوائر وليس غرضنا في هذا الكتاب في هذه الأمهات السبعة المعبر عنها بالصفات ولكن قصدنا الأمهات التي لا بد لإيجاد العالم منها كما إنا لا نحتاج في دلائل العقول من معرفة الحق سبحانه إلا كونه موجودا عالما مريدا قادرا حيا لا غير وما زاد على هذا فإنما يقتضيه التكليف فمجيء الرسول عليه السلام جعلنا نعرفه متكلما والتكليف جعلنا نعرفه سميعا بصيرا إلى غير ذلك من الأسماء فالذي نحتاج إليه من معرفة الأسماء لوجود العالم وهي أرباب الأسماء وما عداها فسدنة لها كما إن بعض هذه الأرباب سدنة لبعضها فأمهات الأسماء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية