عبدوا هذا تحقيق الأمر في نفسه وقد أشارت الآية الواردة في القرآن إلى ما ذهبنا إليه بقوله تعالى وقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ فهو عندنا بمعنى حكم وعند من لا علم له من علماء الرسوم بالحقائق بمعنى أمر وبين المعنيين في التحقيق بون بعيد
[أعبد الله كأنك تراه هذا تقريب من هؤلاء الذين عبدوه]
وفي
قول محمد صلى الله عليه وسلم معلما لنا أعبد الله كأنك تراه
وفي حديث جبريل معه صلى الله عليه وسلم حين سأله عن الإحسان بحضور جماعة من الصحابة ما هو فقال صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه
فجاء بكأن وقد علمت إن الخيال خزانة المحسوسات وأن الحق ليس بمحسوس لنا وما نعقل منه إلا وجوده فجاء بكان لندخله تحت قوة البصر فنلحقه بالوهم بالمحسوسات فقربنا من هؤلاء الذين عبدوه فيما نحتوه
[شرف حرف التمثيل الذي هو كأن]
فتدبر ما أشرنا إليه فإن الأمر لا يكون إلا كما قرره الشارع فقرر في موضع ما أنكره في موضع آخر فالعالم منا أن يقرر ما قرره الحق في الموضع الذي قرره الحق ولينكر ما أنكره الحق في الموضع الذي أنكره الحق فما ثم إلا الايمان الصرف فلا تأخذ من سلطان
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية