في وجود النفخ أو وجود نفخ أصل في وجود اسم الصور ولما ذكر الله تعديل صورة الإنسان قال ونَفَخْتُ فِيهِ وقال في عيسى عليه السلام قبل خلق صورته فَنَفَخْنا فِيها من رُوحِن فظهرت الصورة فوقعت الحيرة ما هو الأصل هل الصورة في وجود النفخ أو النفخ في وجود الصورة فهذا من ذلك القبيل ولا سيما وجبريل عليه السلام في الوقت المذكور في حال التمثل بالبشر ومريم قد تخيلت أنه بشر فهل أدركته بالبصر الحسي أو بعين الخيال فتكون ممن أدرك الخيال بالخيال وإذا كان هذا فينفتح عليك ما هو أعظم وهو هل في قوة الخيال أن يعطي [الصفحة 306 من طبعة القاهرة] صورة حسية حقيقة فلا يكون للحس فضل على الخيال لأن الحس يعطي الصور للخيال فكيف يكون المؤثر فيه مؤثرا فيمن هو مؤثر فيه فما هو مؤثر فيما هو مؤثر فيه وهذا محال عقلا فتفطن لهذه الكنوز فإن كنت حصلتها ما يكون في العالم أعني منك إلا من يساويك في ذلك
[صور النشور وسلطان الخيال]
واعلم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الصور ما هو فقال صلى الله عليه وسلم هو قرن من نور ألقمه إسرافيل
فأخبر أن شكله شكل القرن فوصف بالسعة والضيق فإن القرن واسع ضيق وهو عندن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية