مختلفة فتعلم أنها محسوسة لا متخيلة وأنه أدركها بعين الحس لا بعين الخيال ومن هنا يعرف إدراك الإنسان في المنام ربه تعالى وهو منزه عن الصورة والمثال وضبط الإدراك إياه وتقييده ومن هنا تعرف
ما ورد في الخبر الصحيح من كون الباري يتحلى في أدنى صورة من التي رأوه فيها
وفي تحوله في صورة يعرفونها وقد كانوا أنكروه وتعوذوا منه فيعلم بأي عين تراه فقد أعلمتك أن الخيال يدرك بنفسه نريد بعين الخيال أو يدرك بالبصر وم الصحيح في ذلك حتى نعتمد عليه ولنا في ذلك
إذا تجلى حبيبي *** بأي عين أراه
بعينه لا بعيني *** فما يراه سواه
تنزيها لمقامه وتصديقا بكلامه فإنه القائل لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ولم يخص دارا من دار بل أرسلها آية مطلقة ومسألة معينة محققة فلا يدركه سواه فبعينه سبحانه أراه في الخبر الصحيح كنت بصره الذي يبصر به فتيقظ أيها الغافل النائم عن مثل هذا وانتبه فلقد فتحت عليك بابا من المعارف لا تصل إليه الأفكار لكن تصل إلى قبوله العقول إما بالعناية الإلهية أو بجلاء القلوب بالذكر والتلاوة فيقبل العقل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية